الاثنين، ٢٥ أغسطس ٢٠٠٨

قراءة نقدية لخاطرة ( أمنيات الحلم الأخير ) لعزيزة العذوبي ...



منذ فترة ما ... وصلت اليّ هذه القصة القصيرة ...


كتبتها ( عزيزة العذوبي ) اختي العزيزة اسما و مضمونا ... أو ( روووووووووومى ) كما اعتدت ان اناديها ...


القصة منشورة على مدونتها بالفعل ... ولكني أؤثر نشرها مرة أخرى ... ربما لأستمتع بها شخصيا لما تحدثه من تأثير عميق في نفسي ...


تقول القصة :




تقلبت في فراشها ..


-اليوم موعدنا..لا تتأخري


-سارة برنار أخرى أو لعلك مارلين مورنو


كانت عتامة قد خطت على الوجه، رفعت يدها، وأنزلتها، كانت ساقها ممتدة الآن على الفراش، بلا مضايقات، كنت معها..


- لا أقصد سامحيني


مسحت وجهها بمنديل ورقي، كانت حبات من العرق تظهر فوق مساحة الجبهة، كان الضيق يملأ المكان، أمسكتها من يدها، كنت أجري وهي لا تستطيع ملاحقتي..


قالت:


- أيتها النشيطة..أنا كسولة


توقفت وأنا أتأملها، قلت:


- أتذكرين تلك المعلمة؟ ماذا كانت تقول؟


تعالت فجأة ضحكاتها، تلفت حولي، كان البعض ينظر حولنا، اندفعت أقول:

- خذي جسدي، وأعطني وجهك يا نورا


عدت أضرب بظهر يدي على كتفها، تقلبت على فراشها، كان وجهها الآن يستند على الحاشية مبتسمًا.

- وجهي لا..خذي أنتِ جسدي، وأعطني جسدك..


كان الفصل يزدحم بالصمت حينئذ، تقلبت في فراشها مرة أخرى، وعادت تتقلب، كانت تتقلب الآن كثيرًا.

- أنا أشارك ساقي الضحك..ها أنا أضحك..لا تخافي على جسدك..إنه لكِ..ولي أنا هذه الساق

- وقوف..تعال صوت المعلمة صداحًا


تَرجلتْ عن السرير وهي تقف على رأس الغرفة الواسعة كمارد خرج لتوه من مصباحه، تبع وقفتها إنحاءة خجلة، قالت:


- شبيكِ لبيكِ أميرتي..عبدك بين أيديكِ..
- انتن هناك، نورا..ما الذي يضحككِ

تعاقبت ضحكاتنا، أمسكت معدتي من الإنهاك..ومن عيوني طفرت دموعي..نظرت إلي واجمة..ليتك كنت أنا، أقله كنتُ سافرت وغامرت وصنعت تاريخًا لنفسي..

- نورا ما الذي تقولين..سبق وأن ناقشنا هذا مرارًا..خذي كل شيء يخصني..نحن روح واحدة يجمعها جسدان..


ابتسمت كاشفة عن صف من الماس المزدان بالفرح..لا تنسي موعدنا اليوم

**********

أتعرفون ما أجمل ما في الحياة..أن تعيشها بحلوها ومرها..
أن تغتنم فرصها..
أن تسعى لقهر جمودها..
أن تعيش لتصنع حاضرك كما حلمت به..
أن تعيش لتخلد ذكرى لكل من تحب..
أن تعيش لتنقل رسالتك كاملة دون نقص..
أن تعيش..
أن تعيش..
أن تعيش..

هذا ما كانت نورا تنادي به..في سنوات عمرها العشرين..والتي انتهت قبيل عرضها المسرحي الأخير “أمنيات الحلم الأخير”..

وداعًا صديقتي الوحيدة..وليبقى الحب بيننا وإلى الأبد
عزيزة العذوبي30/3/2008م1:34 صباحًا






الكاتبة برعت دائما فيما يصطلح عليه الادباء ب ( وصف اللحظة ) ..

وهو احد الفنون النادرة في الأدب ... وفيه يقوم الكاتب ببناء قصته كاملة معتمدا على لقطة او مشهد قصير جدا ...


كما برعت الكاتبة أيضا في العديد من أنواع الأدب الأخرى ...




للوهلة الأولى .. يصعب تحديد كينونة اذا كان النص قصة قصيرة ... أم خاطرة ...

فالنص يحوي بعضا من خواصهما معا ...


فافتقاده للترتيب التقليدي للقصة : مقدمة او استهلال ... وسط او عقدة ... خاتمة او حل ... يجعل منه خاطرة ...


لكن الدمج بين اكثر من مشهد معا ... هو أحد خواص القصة القصيرة عادة ... ويندر استخدامه فى الخواطر التى تقتصر عادة على مشهد واحد ...



وهو ايضا أحد عناصر الجمال في هذا النص ...



الجمل الحوارية أيضا بين البطلتين أوحت بتناغمهما الروحي بشدة ... وكانها صادرة من شخص واحد ..


بمعنى أن الكاتبة نجحت في أن تنقل إلينا طبيعة العلاقة بين الفتاتين بنجاح تام .. ولمست قلوبنا جميعا بشفافية الصداقة بينهما ..



استخدمت الكاتبة الكثير من التعبيرات الشاعرية مثل : ازدحم بالصمت ..

والذي يوحي أكثر بطابع نفسي للازدحام ... وكأنما النفس مثقلة .. وليس الازدحام ( حول ) ... بل ( داخل ) ..



ختام الحوار بين الصديقتين بابتسامة أخيرة توحي بذكريات عميقة ...

أدبيا كان هذا رائعا حقا ... ومفيدا جدا في نقل الصورة المطلوبة ... والأحاسيس أيضا ..




وبعد ذلك التحول لأسلوب الراوي .. والذي يحكي مشاعره من منظور شخصي بدا كما لو كان يحكى مشاعرنا نحن ...






بشكل شخصي أحب هذه القصة كثيرا ... وأظن أن هناك الكثير سيحبونها أيضا ...



روووووووووووومي العزيزة ... شكرا جزيلا ....


استمري ..





الجمعة، ١٥ أغسطس ٢٠٠٨

قراءة نقدية لقصة ( بطحة ..! ) لجومانا حمدي ..


ترددت كثيرا قبل خطوة انشاء مدونة ..

لم أرى دوما في أفكاري أهمية تستحق العرض ...

ولكن تحت اصرار العديد من اصدقائي الأعزاء و تشجيعهم قررت أن لا بأس ...



ولذلك قررت أن يكون أول ما أنشره هنا هو شكر بسيط للعزيزة
جومانا حمدي التي صممت المدونة بالكامل .. وبذلت كل الجهد في تجميع الصور و المكونات ..


ويكون هذا الشكر على هيئة قراءة نقدية بسيطة لقصة قصيرة اعجبتنى .. فكتبت هذه القراءة منذ زمن ...




تقول القصة :






يحكي عن سليمان الحكيم انه قال لعزرائيل :

(( تسببت في غربة أحد رعيتي .. ونأيه عن وطنه , لماذا نظرت إليه غاضبا عندما قابلته , لماذا أرجفته ؟))

قال عزرائيل

(( لم أنظر إليه غاضبا , إنما نظرت إليه متعجبا , لأن الله أمرني أن اقبض روح هذا الرجل في الهند , فلما رايته تعجبت .. كيف سيصل للهند وأنا مأمور بقبض روحه بعد لحظات ؟"

من قصة حكاية دالة لجمال الغيطاني ..

****
" بس يا ابن الكلب منك له " ..


يقولها عم محمد البقال وهو يركض خلف الصغار بعصاه يهشهم كما يهش الراعي بعض الخراف الضالة وهم يضحكون في سخرية , يقترب من المرأة المنكمشة علي نفسها تهتز في رعب فيربت علي كتفيها ، فتتناول حجراً من الأرض وتقذف به الرجل في رأسه فتشجها ويسيل دمه ..!

***
- وبعدين فيك يا عم محمد .. ها تفضل كل شوية تحوش عن الست دي تقوم تضربك بالحجرة تعورك .


أقولها وأنا اربط رأسه بعد أن وضعت عليها مطهر لدي بالصيدلية ، فيجيب وهو يتحسس الرباط بيديه :

- النصيب يا دكتورة .. النصيب ..


أهز رأسي وأنا أناوله كوبا من الماء :

- بس ربنا مقالش كده كل يوم والتاني تبطح نفسك ولا هي بتبطل ولا العيال بيبطلوا .. أنت مستغني عن راسك يا راجل يا طيب ولا إيه ..؟


يبتسم في وجهي ويقوم ، يتحرك ، يتوكأ علي عصاه ..فأنظر لمساعدتي قائلة :

- أمره غريب الراجل ده أوي ..


تقول مساعدتي وهي تضحك في سخرية :

- الحب يعمل اكتر من كده ..

- حب ؟ حد يحب واحدة مجنونة سبحان الله ..


قلتها وأنا أتأمله يختفي ...... ويتضاءل ..!

***

- الحقي يا دكتورة ..


يقولها أحد الصبية الصغار فأنهض من خلف مكتبي الصغير وأصيح قائلة

- إيه ؟ .... في إيه .؟

- عم محمد " المقطوطة " ضربته في دماغه وقع علي الأرض ..


ركضت في سرعة أتأمل الرجل الساقط علي الأرض والدماء تنزف من رأسه بلا توقف ، فصحت قائلة :

- حد يطلب الإسعاف بسرعة ..

***

رقد الرجل في المستشفي الحكومي مغمض العينين يئن في صمت ، فتح عينيه ونظر لي :

- إيه بقه آخرة اللي بيحصل ده يا عم محمد ...أنت راجل محترم ليه بتعمل في روحك كده ؟؟

- العيال .. العيال منهم لله بيضايقوها ..


اضرب كفا بكف وأنا أقول :

- طب مهي بتسبهم وتضربك أنت تفسر لي ده بإيه .؟


يتأوه وهو يقول :


- معلش نصيبي .. لازم أدافع عنها ليها مين غيري .. ربنا يسامحها ويصبرنا ..

- نصيبك إيه وهباب إيه ولما تضربك مرة تموت فيها .. يبقي إيه الحل ؟

- يبقي قدري وعمري انتهي لحد كده ..



هززت راسي في يأس .. وقلت له :

- أنت حر ..


قلتها وتحركت من أمامه و قد نفذ صبري وشعرت بغضب عارم وقلت لنفسي : "وما شأني أنا "


***

- " ناس مجنونة صحيح " ..


- بتقولي حاجة يا دكتورة .؟


نظرت لمساعدتي وتنهدت وأنا أضع الأدوية الجديدة بالرفوف وتابعت قائلة :

- آه .. إيه حكاية الست المجنونة دي ؟

- المقطوطة ؟


استفزني الاسم الذي اسمعه منذُ يوم جئت إلي هنا فقلت في دهشة :

- مقطوطة يعني إيه ؟


تحركت مساعدتي وجذبت مقعداً ، وجلست عليه قائلة :

- أبدا كلنا سميناها كده عشان بتعض الإيد اللي بتساعدها ببساطة .. عم محمد يعني محدش غيره بيحن عليها وتقوم ضرباه بالحجر معوراه ..

- آه يعني زى القطط تاكل وتنكر ..


- بالظبط ..


همهمت قائلة :

- اممم .. بردوه يعني إيه حكايتها ؟

- لا دي معرفهاش ومظنش حد يعرفها ,, صحينا في يوم في الحارة لقيناها موجودة تمشي ورا العيال الصغيرة فبيخافوا منها ويجروا وراها يقوم عم محمد ضاربهم تقوم ضرباه كده يعني ..


قلت مستفهمة :

- تكونش تقرب له ؟

- لا مظنش ..

- امال بيدافع عنها كده ليه ؟


تضحك مساعدتي قائلة :

- من مبدأ القط يحب خناقه ..


أهز رأسي متفهمة وأقول :

- وهو ده خناق بعقل ..


ولا أدري لما لحظتها بالذات تذكرت احدي المقولات الشهيرة للسيد المسيح :

(أحبوا أعدائكم , باركوا لاعنيكم , أحسنوا الى مبغضيكم , وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم)
***
حينما ذهبت لزيارة هذا الرجل العجوز وجدته جالسا في صمت فما إن رآني حتى هش وبش قائلا :

- دكتورة ..

- أزيك يا عم محمد أحسن النهاردة ؟


هز رأسه بمعني نعم قائلا :

- الحمد لله امتى بقه اخرج ؟

- ومستعجل ليه أنا بفكر أوصيهم يسيبوك كام يوم كمان ..


قال في فزع :

- لا .. لا عاوز اخرج ..

- يا عم محمد مستعجل علي إيه بس انت مستعجل تطلع تاخد لك بطحة جديدة . ؟ .. ولا إيه ؟


أحنى رأسه في حزن فقلت له :

- متزعلش يا عم محمد أقولك إيه رأيك أنا ليا صديق شغال في مستشفى أمراض عقلية ما دام الست دي غالية عليك ممكن نحطها هناك تتعالج ..

- ما يداوي سقم النفوس غير اللي عالم بيها وخالقها يا دكتورة ..


تنهدت ولم أجب فتابع قائلا :

- لكن خلاااص يا دكتورة معدش في العمر بقية .
***
ومات بعدها عم محمد بأيام ..

ويقال أن تلك المرأة المجنونة لم تعد تفارق قبره وأنها تبكيه ليل نهار وتجمع الأحجار تضعها بجوار قبره كما لو كانت كلبه الأليف ..! والغريب أن الكل نسي اسم "مقطوطة" التي كانوا يلقبونها به.. وأصبحوا ينادونها (مكلوبة) .!

***






اتمنى أن تروق لكم القصة كما راقت لي ....




كتبت قراءة بسيطة عنها ايضا :





التعريف بالكاتب :

هي تكتب منذ تعلمت الكتابة ..

ولذلك فالمتابع لاعمالها على الانترنت سيُدهَش من العدد الفلكي للأعمال التي تحمل اسم الكاتبة .. وسيلاحظ أيضا التطور المتزايد في أسلوبها ..


وعلى الرغم من عدم نشر أعمالها مطبوعة بعد .... تشي هذه الأعمال بموهبة حقيقية عمادها القراءة الأدبية الواعية ... والاهتمام بأعمال العديد من الكتاب اللامعين ..

وتعدنا بكاتبة موهوبة لها أسلوبها المميز ...


*************


تدور الفكرة العامة للنص حول الوفاء ... الذي صار عملة نادرة لا يتداولها أحد ... ويبدو أن تداولها قد صار محرما ...

أو – للأسف – مثير للدهشة ...!!


كذلك يمس النص بشكل عابر فكرة القدر و ما يحمله من مفاجآت لأبطال النص .. كما نرى من افتتاحية العمل ..

ويمكن القول أيضا بأنه في مجمله لمحة إنسانية لمعاني تتمنى الكاتبة – ونحن أيضا – ألا تختفي من عالمنا ....


**************



الفقرة الأولى من النص عبارة عن قصة شهيرة من التراث العربي .. لطالما أعجبت من قرأها ..

لها ذلك المغزى ذو الطابع العقائدي ، والذي ينص على القدر وما يخفيه لنا .. والذي أحيانا ما يكون مفاجئا لنا ...

ملاحظة :

اقتبس الكاتب ( سومرست موم ) هذه القصة في نصه الشهير : ( موعد في سمارة ) ..



تبدأ الفقرة الثانية من خلال مشهد سريع ستدور حوله القصة ... والتي تتمحور حول شخصيتين أولاهما هي الطيبة المتمثلة في كهل طيب القلب يعطف بلا مقابل عطفا بلا حدود لدرجة أن يلومه الناس ...


الشخصية الثانية هي شخصية الراوية ، وهي الطبيبة المتأملة لما حدث ... والتي تمثل الضمير بشكل ما ...



الفقرة الثالثة وهي الخاتمة ... وتظهر فيها وجهة نظر الكاتبة للمعنى الحقيقي للوفاء ... وان بدا للناس قسوة في البداية ...

ولكن – في النهاية – كانت هذه القسوة الصادرة من عقل بسيط ... هي حقا قمة الوفاء ..



*****************



القصة رائعة حقا من رأيي .. الشخصي و العملي ..

لمست القصة وترا هاما في النفس .. بل عزفت مقطوعة رائعة على مجموعة من الأوتار ..

بداية بفكرة القدر وما تدري كل نفس بأي أرض تموت .. وكما تدري تظل هذه الفكرة تشغل الإنسان طوال ما كتب له أن يعيش ...

ومن منا لا تشغله فكرة الموت وما له من رهبة ؟؟

كما ظهرت براعة الاستهلال في اختيار البداية التي أراها موفقة حيث يتم الربط بينها و بين الختام بشكل جيد يستخدمه السينمائيون عادة بكثرة ...




استخدام الكاتبة لصفة كبر السن لبطل القصة جاء جيدا حقا ... فجاء هذا بمعنيين مهمين .. أولهما أن الوفاء صفة قديمة متأصلة في النفس ... وكأن الكاتبة تقول : ابحثوا في النفس عن الوفاء فهو موجود فيها ... حتى و إن غطاه غبار الأنانية و النفعية ...


المعنى الآخر جاء للدلالة على اتجاه هذه الصفة نحو الانقراض .. وكأنها موجودة عند كبار السن فقط .. كما لو أن العالم الآن لم يعد يفهمها ...


استخدمت الكاتبة ضمير المتكلم على لسان الراوية بشكل جديد قليل الاستخدام بهذا الشكل نوعا هذه الأيام ...

فالمعتاد حاليا من الكتاب الشباب أن يأتي استخدام هذا الأسلوب على لسان البطل .. أو على لسان شخصية خارجية منفصلة تماما تحكي الأحداث ...

فجاء على لسان الشخصية الثانية .. وبشكل ربط بين الحوار في النص و بين الدور الذي تلعبه الشخصية الثانية ( الضمير ) ...



جاءت الأحداث في إطار إنساني تمركز في الحوار بين الشخصيتين ( ولا أعني الكهل و الطبيبة ) ... بل أعني الشخصيتين الأصليتين في رأيي ( العطاء بلا حدود ) و ( الضمير ) على الترتيب ...

التركيب البنائي النفسي للشخصيتين جاء منظما ... وخادما للنص خير خدمة ...




نقطة أخرى تستحق الذكر ... وهي جودة المزج بين العبارات المنطوقة في الحوار بين أبطال النص ... وبين الخواطر المارة في ذهن البطلة ...

وهي واحدة من العلامات التي تميز أسلوب الكاتبة ...



********************



ربما يقل النص قليلا فيما يجود به من تشبيهات و محسنات بديعية ... ولكن هذا لم ينقص جودة النص في رأيي ... ولكنه أفاد في جعل النص لمحة حقيقية واقعية ...

استخدام التقابل المرتجل في ( مقطوطة ) و ( مكلوبة ) ... وكذلك في الصور الموجودة في ذهن القارىء العربي عن وفاء الكلاب و خيانة القطط جاء جميلا ...

بل طبيعيا إلى حد كبير ....



وإذا جاء ذكر الطبيعية .. أجد من المحتم أن أمر على القضية الشائكة الشهيرة : استخدام العامية ..


على الرغم من عدم ميلي للعامية لكن في الحقيقة - والاعتراف بالحق فضيلة - كان تلقائيا استخدام العامية في النص ... وساعد هذا على تقريبه من القارىء بشكل ما ..


فقط أرى أن افتتاح النص بعبارة عامية تحوي سبابا صريحا – وإن كان واقعيا نسمعه في كل مكان – جاء مؤذيا للقارىء بشكل ما ...



الخاتمة في النهاية جاءت معبرة وغير متوقعة على نحو ما ... ربما متوقعة بالنسبة للبعض ..

ولكن الجمع بين كل الأوتار في النهاية في لوحة واحدة ختامية لها معاني عديدة جاء خلابا فاتنا لو جاز التعبير ..



هل تتنبأ الكاتبة في الصورة الختامية بموت الطيبة يتبعها انتهاء الوفاء ؟؟

أم نتذوق معها تلك المتعة الحريفة للشجن المتمثل في الوفاء لكل من فقدناهم ؟؟



***************



في النهاية لا يسعنا سوى الاستمتاع بالنص الجميل ... المليء بالشجن نوعا ... والتلقائية و الطبيعية كثيرا ...


ونتمنى نصوصا أخرى أكثر روعة و بهاء و جمالا ... ومعزوفات أخرى من الجمال الرفيع ...



ومع تمنياتنا للكاتبة بمزيد من التقدم ...




مهند محمود
6 اغسطس 2008





اتمنى ان تعجبكم جميعا ........