الثلاثاء، ٣ مارس ٢٠٠٩

( في مواضع كثيرة ) ... الروعة في خواطر ( رحمة ) ...



مدونتي .. من جديد ..


منذ فترة اهملتكِ ..


لعلها خطوب الحياة ... او تلك الاحباطات المتتالية هي ما تجعل الحياة تتوقف ..


او ربما نحن من نختار ان نتوقف ... وننتظر ما تحمله لنا الأقدار في صبر ..



لكن ما اعادني هنا كان خاطرة .. قرأتها لي الصديقة ( رحمة ) ذات مرة .. والعجيب ان هذه الخاطرة بالذات ظلت في ذهني ... تتكرر مرارا و تكرارا كموسيقى داخلية ...



ترى ما السبب ؟؟؟


هل لانها لمست وترا معينا في اعماقي ؟؟


ترى هل لأنها جاءت بمصادفة في وقت كنت احتاج فيه الى شيء من التشجيع .. كي تذكرني بالكثير مما نسيته و فقدت الأمل فيه ؟؟



الصديقة ( رحمة آل خليفين ) من سلطنة عمان .. تمتلك قطعا ذلك الحس المرهف الذي يأخذ صاحبه - ونحن معه - الى عوالم اخرى غير مسبوقة ..


ومن يدري ...


او تمتلك عينا الموهبة اللتان تريان آفاقا اخرى ...




تقول ( رحمة ) في خاطرتها :






في مواضع كثيرة تختلط الأشياء يبعضها ، تتلاطم الأفكار وتتشابك وتتعقد مع بعضها البعض ، وتقف عاجزة وترفع راية الاستسلام بكل روح رياضية وقد تبقى هكذا دهورا والى الحلقة الأخيرة من أعمارنا.


في مواضع كثيرة تتجمد أقلامنا ويجف حبرها وما نخطه بها لا يتجاوز نقطة قي بداية السطر ، قد تحدث خرقا نظل ندفع ثمنه طوال حياتنا وموتنا أيضا .

في مواضع كثيرة يتهيأ لنا إن عقولنا تتفتح و تتفتح لحقائق ظللنا طويلا نعتقد بجزم إننا لم ولن نعيها ................. وتدور عجلة الزمن فنفجع إننا لا نعي شيئا سوى.................................................


في مواضع كثيرة تهمس ذواتنا بحب الحياة وتحن إلى الحب ويااسفاه إن بقيت الأحلام أحلاما


في مواضع كثيرة لا نضع لأمنياتنا و خيالنا حدودا ونظل نهيم في فضاءات واسعة لسنا بالأغبياء ولكن هل يجب أن نقنن الأشياء؟؟؟؟


في مواضع كثيرة نعيش في حيوات مختلفة وأزمنة مختلفة قد تتعارض الحيوات مع الأزمنة فيا ترى كم عشنا من الزمن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


في مواضع كثيرة نمارس المازوشية في حقوق ذواتنا وقد نصل بها إلى حد الإنهاك والإعياء ولكنها حتما وفي جميع الأحيان تطبق معنا مبدأ المساواة ......... فيا ترى من نحن ومن ذواتنا ؟؟؟


في مواضع كثيرة يخطف الآخرين منا أهم لحظات حياتنا أو على الأقل هكذا يخيل إلينا ولكننا ندرك لاحقا انهم هم السبب في ولادة تلك اللحظات..... فشكرا للآخرين


في مواضع كثيرة يجعل التعليم منا اغبياء وآلات مسيرة لا أكثر لكنة يهدينا فرصة فريدة من نوعها لممارسة عادة التذمر وصقلها.


في أحيان كثيرة نرفض أمورا عظيمة ونتعصب لأخرى وفي ابسط المواقف تأزما نتنازل عن جميع معتقداتنا في برهة


في مواضع كثيرة نقرا قليلا ونتحدث كثيرا ولا نطبق أبدا


في مواضع كثيرة نضحك كثيرا ونبكي قليلا ونتألم حد الموت


في مواضع كثيرة نسير بلا هدف ونتوقف بلا هدف ونواصل المسير بلا هدف


في مواضع كثيرة نلتقي بآخرين يشبهوننا كثيرا ويختلفون عنا أكثر


في مواضع كثيرة نخلط بين أحاسيسنا و توقعاتنا وتختلط الأمور ببعضها ولكن تبقى هناك لذة الجهد المطلوب في الفصل بين الاثنين


في مواضع كثيرة نكتب ونكتب ونكتب فقط لأننا نريد أن نكتب


5\11\2008




ربما كان عبثيا ان اتحدث عن مواضع الجمال الكثيرة جدا في خاطرة ( رحمة ) .. والتي تبدو واضحة جلية ..


لكن من اللافت للنظر ذلك الدمج الجيد بين اللغة و العواطف .. في مزيج يكاد يكون شعريا ... لكنه - بحق - بالغ الشاعرية ...


ايضا كتبت الخاطرة على هيئة عبارات سريعة خاطفة ... لكنها - في رأيي - تترك أثرا لا يختفي سريعا ... ويدفع القارىء الى التأمل فترة في بعض العبارات التي تثير الانتباه .... والشجن ..



اجادت ( رحمة ) ايضا وصف العديد من اللحظات العاطفية التي تمر بنا جميعا في عدة مواقف .. وبعضها يأتي و يمر سريعا دون ان نلاحظه احيانا ...



بعضا من عبارات ( رحمة ) كانت بهيئة التساؤل الحائر ... الذي يقرر حقيقة قد نراها فقط بركن اعيننا ...


او قد لا نراها ابدا ... لكننا نحسها ..



من مظاهر الجمال ايضا في الخاطرة اظهار التناقض في عدة مواضع تجمعها عبارة واحدة .. وهذا ابلغ الطرق للتعبير عن الحيرة .. او الشك و اليأس في بعض الأحيان ..



بعض العبارات كانت اقرب لابتسامة حزينة ... لمن لا يجد امامه سوى الابتسام ... و الاستسلام ..








بشكل شخصي لمست خاطرتك الكثير يا ( رحمة ) ...


سأظل اذكر هذه الكلمات طويلا ..


وربما اطول مما اظن ...