الأربعاء، ٣ سبتمبر ٢٠٠٨

كلمات سامية ...


قرأت هذه القصة على مدونة امي الاغلى و الاعز أ/ سامية ابو زيد ...

قصة قصيرة هي ... رائعة جدا .. تمس شغاف القلب ...


لم استطع رغم محاولتى المضنية ان اكتب نقدا عنها ... فمن المستحيل ان ينتقد الطالب استاذه مهما علا شأنه ..


سأضعها هنا ... فقط لافتخر بانتسابى الى أمى الحبيبة ...

وليستمتع بها كل من يمر من هنا ... باحثا عن قطعة فائقة الجودة من الفن الرفيع ...


تقول القصة :




بروجيكتور

بقلم: سامية أبو زيد

فى تلك الحجرة المنعزلة، أطفأت الأنوار لتنير هى حياتى بلقطات متقطعة على حائط الوهم.

أدرت البروجكتور القابع بجوارى، ذلك الشاهد الصامت والخل الوفى الذى لا ينطق ولايصدر صوتا سوى تكات متفرقة غير منتظمة.لكم أحبه رغم قدمه، بل وأفضله على تلك الأفلام السينيمائية وشرائط الفيديو والقنوات الفضائية والأفلام الأونلاين والتورنت وكل تلك المظاهر العصرية التى تحمل بطياتها إيقاع العصر المجنون.

أحيانا يختلط على الأمر فلا أدرى هل أحبه من أجلها أم أننى أحبه بالفعل، وأن المزايا التى أراها فيه هل هى حقيقية أم أننى أخلعها عليه؟هو ليس كالسينما يعرض لك فيلما كاملا بحلوه ومره، بل يعرض لك شرائح تضعها دون أن يزعجك بأزيز الشريط الدائر كما تفعل ماكينة عرض الفيلم السينيمائى.

لقطات متقطعة هى أبدع ما قمت بالتقاطه لها وهى تضحك أو تزيح خصلة من شعرها، أو تشير بإصبعها فى إنذار ضاحك ألا ألتقط لها صورة وهى تلعق آخر نقطة آيس كريم بقعر الكأس مستعينة بنفس الإصبع المذكور.

يمكنك أن تتوقف ما شئت من الوقت عند كل لقطة، وأن تملأ عينيك منها حتى تشبع روحك، يمكنك أن تتجاهل فواصل الصور الباكية والغاضبة رغم تزاحمها فى ذهنك، وأن تسرح مثلى فى خيال لذيذ مع تلك اللقطات المثالية، وترتشف ما شئت من حلاوة الذكرى.

ليت حياتى كانت مجرد بروجيكتور أضع فيه ما شئت من الشرائح التى تجمعنا، وأنفى كل تلك اللقطات الواقعية المؤلمة.
فأمسح من ذاكرتى لحظة فراقها، ويوم زفافها، وأن أنسى يوم وفاتها، يوم أن بكيت سرا كى لا يعلم أحد كم كنت أحبها فيجرح سيرة ينبغى أن تظل عاطرة.


انتهت الشرائح ولم تنته الذكرى، ولمست بيدى البروجيكتور فوجدته ساخنا فأشفقت عليه وأطفأته، لأغرق لثوان كالدهر فى الظلام وأدير مفتاح النور الزائف، بعد أن غاب نور حياتى وظلاله بغياب آخر لمحة منها.


امى الاغلى و الأحب ...

أبقاكِ الله لي دوما ....

هناك تعليقان (٢):

Unknown يقول...

ياااااااااه

رائعه بجد اوي
فظيعه

انا توهت معاها اوي

أطال الله عمرها و أدام ابداعها :)

زيارتي الاولي و لكن لن تكون الاخيره

ياسمين

الباحث عنها يقول...

العزيزة ياسمين و زيارتها الاولى ...

نورتِ المدونة ...

اسمك مميز و لافت ...

اعتبريني احد زوار مدونتك الدائمين ..


شكرا على الرأى الجميل ...

بانتظار رأيك دوما ...




مهند