الأربعاء، ١٧ سبتمبر ٢٠٠٨

وينهمر المطر .... قراءة فى خواطر ( دينا يسري ) ..


قد يقضى الانسان سنوات و سنوات على شبكة الانترنت ... يقرأ كلمات واسماء ومشاعر و افكار بعض الشخصيات ... حتى ليوشك ان يعرفهم جيدا ... رغم انهم لا يعرفونه ...

ورغم انه لم ... وربما لن ... يلتقي بهم من قبل قط ...!!!

كم يكون جميلا ان تتعرف الى صديق او صديقة ... ثم تجد انك تعرفه فعلا منذ سنوات ...

هذا يجعل للتعارف طعما خاصا ...

حدث لي هذا الموقف منذ فترة ... عندما تعرفت على العزيزة ( دينا يسري ) ..

والتى احببت قراءة خواطرها و ردودها فى منتديات عديدة ... ثم تشرفت بالتعرف عليها على الماسنجر ...

وهناك استمتعت كثيرا بقراءة خاطرة لها ... من اروع و اجمل خواطرها ...

ساضعها هنا كتحية لصديقتى الجديدة ... القديمة ...

وكوردة اهديها لكل من اعرفهم ... وقد لا يعرفونني ..



تقول الخاطرة :




ينهمر المطر..


وأنا على عتبات السهر ..

أنتظر وحدي عودتك ...

أنتظر مجيئك ... كما كنت دوما أنثى يملؤها الصخب ...

أنثى حين تحضر يسبق عطرها حضورها ...

وحين ترحل يبقى أثرها ...

فتذيق عيناي طعم الأرق ...



يحل الفجر..

ويبكي الشتاء دموعا في صورة مطر..

يبكي على أيام جمعتنا وأيام فرقتنا في لحظة غضب ...

وأنا وحدي أنتظر عودتك على أحر من الجمر..

ياامرأة أشعلت في قلبي الحرائق وأذابت صفحات عمري على الورق..

ياامرأة عشقها الليل وغرد لها القمر..أكرهك فنسيانك محال وعشقك قدر.



حبيبتي وينهمر المطر..

وأقتلك أنا على مجمع من البشر ...

وأتركك جسدا جريحا يغرقه المطر ...

أقتلك حتى أرتاح منك وأتباهى أمام الجميع بموت حبك..

ولكنك عبثا ترفضين الموت داخلي..

ترفضين الرحيل عن أنفاسي.. عن وجداني..

ترفضين أن أمحو حروف أسمك من كتاباتي ...

تسكنين قلبي بنبضك الحاني ...



في الليل...

ألمس ملامح وجهك الدافيء على وسادتي يداعب برفق أنّاتي ...

وفي الصباح..

ترقصين مع أول رشفة من فنجاني ...

تتمايلين كالفراش بين تبغي ودخاني ...

ومع أخر رشفة تجلسين بجانبي تصافحين نظرتي ...

تبتسمين في خبث وكالشيطان تبعثري دخاني في الهواء ...

بصورة أشبه بالعزف على الأوتار ...



آه..أشعر بوجع يغتالني ...

يغتال صدري ولا أدري أنك تقتلين الأحلام بداخلي ...

وحين تنتهين من محاولات قتلي المتكررة تتأملين فنجان قهوتي في صمت مخيف..

تتركيني في ذهول انظر اليك وتبدئين في سرد حماقاتي ...



حبيبتي..

سامحيني..

ومن أجلي عودي ...

عرفت ذنبي وأمام الليل أقدم عذري ... مع ورود حمراء تحبينها حتى تصفحي عني

فأشتاقك في ساعة سحر..

ووحدي مازلت أنتظر..

ومازال ينهمر المطر..






الخاطرة جميلة جدا ... ولمست في بشكل شخصي الكثير و الكثير ...

الأسلوب جيد ... ومعبر ..

اكثر ما يلفت النظر فيه هو ذلك الحشد من المشاعر ... والذي اجادت الكاتبة مزجه بجميل الحروف .. ولطيف التعبيرات ...

فبداية الخاطرة جسدت الشعور بالانتظار الممزوج بشىء من اللهفة ...

ثم اضافت لمحة من الضيق و فقدان الأمل .. فتبدأ بتذكر ما مضى ...

وتبدأ بعد ذلك بالغزل الاقرب الى الكره ... في امواج متجانسة رغم ثورتها ...

العجيب انها تعبر عن قمة الحب ...


الجميل ايضا التعبير الجيد عن طول الانتظار ... والذي تمثل في رحلة الخواطر عبر الفجر ... والليل ...

وربطها بانهمار المطر ... الذي بدا دلالة عميقة على الاستمرار ...

وعلى حب اسطورى ... لم ... ولن يموت ....


مهند محمود

17 سبتمبر 2008






دينا يسري .... شكرا جزيلا ...

سعيد بصداقتك ... التى اتمنى ان تدوم ... كما ينهمر المطر ... وسيظل ينهمر ..

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

الخاطرة جميلة جدا

ودينا من الناس اللي الواحد يعتز بيهم بجد

:))

سامية أبو زيد يقول...

ولدى العزيز ماندو
أشكرك مرتين، مرة على حسن اختيارك، والثانية أن أتحت لى قراءة نص للرقيقة دينا.
تحياتى.